حمزة _

قيمة الأدب في حياتنا وانعكاسها

كتب من قبل حمزة الدويري

3

#الأدب

#قيمة الأدب

#نقد الأدب

#الأدب والثقافة

بنرجل نازل من درج قصر، من جانبيه رجلان وطفلان يتحدثان مع بعضها البعض في جو عربي

زخرف الناس حياتهم أثناء تسجيلهم وتخليدهم لها بكل أشكال الجمال؛ دونوها، رسموها، نحتوها... ونقشوها في رموزٍ تجسد لغتهم سواءٌ على الحجارة بالإزميل أو على الورق بالحبر، فأوجدوا الأدب بين هذه الفنون التي أوجدوا، وهو ككل فن ذو نفع وقيمة تكمن في أهميته المعرفية، تنميته الجمالية، وظيفته التربوية الأخلاقية وتنميته للحس النقدي.


ما الأدب:

الأدب: فن استعمال اللغة والكلمات للتعبير عن الأفكار والأحاسيس في بنية نصية مُحكمة كالقصة، الرواية، المسرح والشعر. وهو -ككل فن- نقدٌ للواقع.


القيمة المعرفية:

للأدب قيمة معرفية عالية لمنحه القارئ فرصة لاستكشاف الماضي والحاضر الإنساني إضافة لاستشرافه المستقبل. لأن البنى الأدبية تحمل بين سطورها ملامح العصور التي كُتبت فيها. زيادة على ذلك، قراءة نجيب محفوظ -مثلا- تفيد في فهم الحالة السياسية، الإجتماعية، الاقتصادية والنفسية السائدة في عصره؛ ولهذا فالنص الأدبي يفيد في فهم طبيعة حياة العصر الدي أُلِّف فيه.


تنمية الدوق الجمالي:

كل ماذة أدبية فنية تزيد من إستيعاب الناس للفن والجمال وتقوي دائقة الشعوب والأمم؛ فأمة كالعرب -مثلا- تربت على الشعر وخلدت أمجادها وأفكارها وعواطفها فيه تعرف قيمة الكلام الموزون المقفى على عكس الروس الدين أغلب وأهم كتبهم رواياتٌ كمثل روايات دوستويفسكي. وأساليب التعبير الفنين شتى في اللغات حتى لو في صنف الفن ذاته فالإبداع كلما تكرر تطور وأظهر أشكال جمالية جديدة. وقيمة الجمال الفني تكمن في إقناعه لاوعي الإنسان على عكس العلم الذي يحاول إقناع العقل، فكلما زاد جمال المادة الفنية زادت إمكانية تذكرها، وكلما زادت إمكانية تدكرها كلما زادت إمكانية التأثر بها. فترتقي الذائقة العامة بهاذا التأثر.


وظيفته التربوية الأخلاقية:

لكل شخص في الوجود فلسفة وأخلاق وتقافة. والمبدع إنسانٌ على كل حال وفي كل حال، يمرر أفكاره عبر ما يكتبه من فلسفات؛ فتجد مثلا المتنبي ينشر أفكاره وحكمه المملوءة بالفخر وحب الذات والصراع لنيل المعالي مع نظرة متشائمة واقعية على عظم الخيالات في شعره. ومن أخلاق؛ فتجد السموأل يفتخر بوفاءه لمن إئتمنه. وكل شخص يعيش في تقافة فلا مجال أن لا تظهر تقافته في لغته؛ فترى ثقافة الفرنسيين في كتب فيكتور هوجو، وترى تقافة الفرس في الشاهنامة. لكن يجب التبحر في الأدب لأن لا تختلط الأخلاق الساقطة بالأخلاق الراقية وأن لا تقتبس الرذائل من الثقافات الأخرى بدل المحاسن التي فيها. فالأدب سيف ذو حدين.


تنمية الحس النقدي:

ينمي الأدب الحس النقدي أيضا؛ فالأدب مرجع لنقد الحياة. بالمعرفة التي يوفرها الأدب، يكون معيار للنظر إلى تقلبات الحياة وكيف يمكن الرد على ما تأتي به من مصائب وامتحانات؛ فالزاد الذي توفره يشكل تصورنا نحو الصواب والخطأ وما هو معياري رمادي، ويزيد من قدرتنا على التفكير النقدي قبل اتخاد القرارات.


الأدب بحر لا يمنكن حصر مزاياه في مجرد القيمة المعرفية، تنمية الدوق، التربية الأخلاقية وتطوير الحس النقدي، فلا يستطيع المرء حصر كنوزه المكنونة في أغواره.

مشاركة